الطقوس والممارسات اليزيدية

التوحيد

التوحيد من الأسس الثابتة في فلسفة الدين اليزيدي. يؤمن اليزيديون بأن الله هو الكائن الأوحد الذي يسيّر الكون، ولا يعتقدون بوجود الأرواح الشريرة والعفاريت والشياطين. يعتبرون أن الإقرار بوجود قوى أخرى تُسيّر الإنسان هو نوع من الثانوية ويبرر أفعال البشر. في العقيدة اليزيدية، الإنسان هو المسؤول عما يفعله وليس الجن أو الأرواح الشريرة. الشر يأتي نتيجة لأفعال البشر والله هو كله خير. لذا، الصراع بين الخير والشر هو في الأساس صراع بين النفس والعقل، وإذا انتصر العقل على النفس نال الإنسان خيرًا.

الصلاة

يصلي اليزيديون خمس مرات في اليوم: صلاة الفجر، صلاة الشروق، صلاة الظهر، صلاة العصر، وصلاة الغروب. يواجه المصلون الشمس في جميع الصلوات ما عدا صلاة الظهر حيث يتوجهون إلى لالش، وهو مكان مقدس في الديانة اليزيدية.

الصوم

يصوم اليزيديون في السنة أكثر من مرة. الصوم اليزيدي قد يكون خاصًا يرتبط برغبة الشخص أو عامًا. الصوم العام يسمى صوم (إيزي) أو (ئيزي) أي صيام الله، ويستمر لمدة ثلاثة أيام في شهر كانون الأول الميلادي. يصوم اليزيديون عن كل ملذات الدنيا وفي اليوم الرابع يحتفلون بعيد يسمى (رۆژيێت ئيزي). هناك فترة صيام واجبة على رجال الدين تستمر ثمانين يومًا، حيث يصومون أربعينية الصيف وأربعينية الشتاء.

القبلة

القبلة لدى اليزيديين هي الشمس، حيث تعتبر أعظم ما خلقه الله. يتوجه اليزيدي نحو الشمس للدعاء، وهو حافي القدمين، ويغتسل قبل الوقوف بخشوع. يتكرر هذا ثلاث مرات في اليوم عند الشروق والغروب وفي الليل قبل النوم، مع تلاوة تراتيل وأدعية خاصة تتميز بأسلوب أدبي ولغوي قوي أشبه بالشعر الموزون والمقفى.

التناسخ

تؤمن اليزيدية بالتقمص والتناسخ، حيث تنتقل الروح من جسد المتوفى إلى جسد آخر حديث الولادة. يعتقد اليزيديون أن الروح أزلية ولا تموت بل تنتقل بين الأجيال المتعاقبة.

التعميد

تعتبر طقوس التعميد جزءًا مهمًا في الممارسات الدينية اليزيدية، حيث يتم تعميد المولود في الماء المقدس في لالش، ويعتبر ذلك تطهيرًا للروح وإدخالًا للمولود في الجماعة الدينية.

الزواج

يحرم الزواج بين الطبقات في المجتمع اليزيدي. لا يجوز الزواج بين شخص من طبقة المريد وامرأة من طبقة الشيخ والعكس.

الكتب المقدسة

للديانة اليزيدية كتب مقدسة هما كتاب الجلوة ومصحف رش (تعني الكتاب الأسود بالعربية). ينسب البعض مصحف رش إلى عدي بن مسافر، وينسب آخرون كتاب الجلوة إلى الشيخ حسن شمس الدين. تعرضت النسخ الأصلية لهذين الكتابين للتلف والحرق نتيجة الحملات العسكرية ضد اليزيدية، مما أدى إلى ضياع النسخ الأصلية.

في عامي 1911 و1913، نُشر كتابان تحت اسمي “مصحف رش” و”كتاب الجلوة”، لكن اليزيديون يرفضون هذين الكتابين ويعتبرونهما قد كتبا من قبل غير يزيديين بهدف الإساءة إلى دينهم وتراثهم الفكري. يتفق الباحثون على أن هذين الكتابين غير أصليين.

الأعياد اليزيدية

عيد رأس السنة أو “سري صالي”

يعرف أيضًا بـ “چارشما سور” ويعني يوم الأربعاء الأحمر. يكون في أول أربعاء من شهر نيسان. تعود أصول هذا الاحتفال إلى العراقيين القدماء حيث كان يحتفل به الأكديين والبابليين والآشوريين بما يعرف بـ “أكيتو”.

عيد الميلاد (عيد بلندة)

يقع في 25 من كانون الأول، وهو عيد ميلاد عدي بن مسافر.

عيد أربعانية الصيف

مدته ثلاثة أيام تبدأ من 11 تموز وتنتهي في 14 منه. يذهب فيه رجال الدين إلى مرقد عدي بن مسافر ويبتدئون صيامًا مدته أربعين يومًا.

عيد القربان

يقع في أول يوم من أيام عيد الأضحى عند المسلمين. يسمى أيضًا بعيد الحج. يقوم رجال الدين بالذهاب إلى مرقد الشيخ عدي للتضرع بالدعاء وإنشاد التراتيل الدينية.

عيد الجماعة

يستمر لمدة سبعة أيام واجبة على كل يزيدي ويزيدية، ويبدأ في الثالث والعشرين من شهر أيلول الشرقي وينتهي في الثلاثين منه.

عيد ئيزيد

يقع في أول يوم جمعة من شهر كانون الأول الشرقي. يصوم اليزيديون ثلاثة أيام قبل العيد.

عيد خضر إلياس (خدر إلياس)

يقع في أول يوم خميس من شهر شباط الشرقي. يصوم بعض اليزيديين الأيام الثلاثة التي تسبقه، خصوصًا من يحملون اسم خضر أو إلياس.

عيد العجوة

يقع في اليوم السابع من شهر كانون الثاني الشرقي، أي بعد مرور اثني عشر يومًا على عيد ميلاد الشيخ عدي بن مسافر.

عيد أربعينية الشتاء

يسبق العيد صيام لمدة أربعين يومًا ويقع في العشرين من كانون الثاني الشرقي.

عيد المحيى

يقع في ليلة النصف من شعبان، حيث يبقى اليزيديون ساهرين حتى الصباح.

الخاتمة

الديانة اليزيدية تحمل تقاليد وممارسات دينية متجذرة في التاريخ، تتميز بالتوحيد والصلاة والصوم وغيرها من الطقوس. تعتبر الشمس مركزية في عباداتهم وتقديسهم، كما أن التناسخ والتقمص يلعبان دورًا رئيسيًا في معتقداتهم. الزواج يخضع لقواعد محددة تمنع التزاوج بين الطبقات المختلفة. ورغم الصعوبات التي واجهتها هذه الديانة، إلا أن تراثها الثقافي والديني استمر عبر الأجيال، مؤكدًا على هويتها الفريدة في العالم.

ملخص

تعتنق الديانة اليزيدية مجموعة من الطقوس والممارسات المختلفة، والتي يعتبر اليزيديون أنها تعبّر عن إيمانهم وتاريخهم الديني والثقافي، من هذه الطقوس والممارسات:

– الزيارة الدينية: حيث يذهب اليزيديون إلى المزارات والأماكن المقدسة، وعلى رأسها مزار الشيخ عادي ومزار لالش في جبل سنجار.

– الصلوات الدينية: تتضمن صلوات يومية وأخرى مرتبطة بالأعياد الدينية، وفيها يردد المصلين صلوات وذكريات خاصة بالدين اليزيدي.

– الاحتفال بالأعياد الدينية: يحتفل اليزيديون بمجموعة من الأعياد الهامة مثل العام الجديد (سرسلة)، عيد الشيخ شامان، رأس السنة الزراعية (سري سال)، وغيرها.

– الزي اليزيدي التقليدي: يمتاز بألوانه الزاهية والصوفية، وهو يعتبر شعارًا لهوية اليزيديين وجزءًا من هويتهم الثقافية.

– التعليم الديني: تشجع الديانة اليزيدية على التعليم الديني وتدريس الكتب الدينية المقدسة للأطفال منذ الصغر، وهذا يساعد في الحفاظ على كيانهم الديني والثقافي والإيماني.